Update cookies preferences

إعلان الرئيسية

 تتألق سماء بحيرة ماراكايبو في فنزويلا ببريق لا مثيل له، وتجعل هذه البقعة الجغرافية الصغيرة على الخريطة تتميز بلقب فريد ومدهش: "عاصمة البرق في العالم". نحن هنا أمام ظاهرة العاصفة السرمدية، التي تتجلى في بحيرة ماراكايبو، والتي تأسر الألباب بقوة برقها الساطع. 


في هذا المقال، سنستكشف عوالم برق كتاتمبو ونفهم الأسرار الجوية والبيئية التي تخلق هذه الظاهرة الفريدة، لننطلق معاً في هذه الرحلة إلى "عاصمة البرق" حيث يلتقي الجمال الطبيعي بالعلم والتكنولوجيا في رقصة لا تنسى في سماء فنزويلا.


image source:Wikimedia Commons/Catatumbo Lightning - Rayo del Catatumbo.jpg


أين تقع عاصمة البرق؟


يمكن العثور على عاصمة البرق في العالم في الجزء الشمالي الغربي من فنزويلا، حيث يلتقي نهر كاتاتومبو ببحيرة ماراكايبو، وهي أكبر بحيرة في أمريكا اللاتينية وثاني أكبر بحيرة في أمريكا الجنوبية، وتغطي مساحة قدرها حوالي 13280 كيلومترا مربعا (5130 ميلا مربعا)، وتساهم الجغرافيا الفريدة للمنطقة، حيث تلتقي البحيرة بجبال الأنديز والبحر الكاريبي، في تكوين العواصف الرعدية.



البرق يضرب المنطقة 


تحدث هذه الظاهرة على مدار 140-160 يومًا في السنة، و تميل إلى أن يحدث بشكل متكرر أكثر خلال موسم الأمطار، والذي يمتد عادة من أبريل إلى نوفمبر ، حيث تضرب 250 ومضة برق في كل كيلومتر مربع سنويا، أي ما يعادل حوالي 1.6 مليون صاعقة سنوياً في المنطقة كاملةً.


فيديو يوضح الظاهرة: https://youtu.be/n0AZvqOUWsI?si=YQWzIYecmytxK6Uh

https://youtu.be/laiXvt9fCSg?si=ESa4VykDShH5QvIv



سبب حدوث هذه الظاهرة


تحدث هذه الظاهرة الفريدة لعدة أسباب وهذا ملخص هذه الأسباب بأبسط أسلوب:


1) الموقع : تقع بحيرة ماراكايبو في مكان يلتقي فيه الهواء الدافئ الرطب القادم من البحر الكاريبي بالهواء البارد القادم من جبال الأنديز، مما يجعل المنطقة مناسبة لتصادم الكتل الهوائية وتكوين العواصف. 


٢) التضاريس :  يساعد شكل الأرض المحيطة بالبحيرة على تجمع الكتل الهوائية المختلفة (الهواء الدافئ والبارد).


٣) الرطوبة : المنطقة رطبة جدًا، خاصة خلال موسم الأمطار. تساعد الرطوبة على تطور العواصف.


٤) اتجاه الرياح : توجهات الرياح ترشد التقاء الكتل الهوائية، مما يحافظ على الظروف المناسبة لحدوث البرق.


5) الشمس : تعمل أشعة الشمس على تسخين السطح، مما يضيف المزيد من الطاقة إلى الهواء ويجعل العواصف أكثر احتمالا. 


تتجمع كل هذه الظواهر معًا فوق بحيرة ماراكايبو لتخلق بيئة مميزة حيث يحدث البرق كثيرًا، مما أكسبها لقب عاصمة البرق في العالم!



في ظل تغير المناخ والتحولات البيئية، يبقى سؤال مستمرًا حول هذه الظاهرة الفريدة. هل ستظل العاصفة السرمدية كما هي، أم ستكون هناك تأثيرات ملموسة جراء التغيرات البيئية؟ هذا هو التحدي الذي ينتظر العلماء والمستكشفين لمعرفة المزيد.


بغض النظر عن التحولات القادمة، يظل لدى برق كتاتمبو مكانة خاصة في قلوب السكان المحليين والمهتمين بالعلوم على حد سواء. إنها تذكير جميل بتنوع الطبيعة وتأثيرها الساحر على حياتنا.


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق